لم أكن أعلم أن تجربتي مع اكتينون ستكون بهذا السوء، إذ يحتوي اكتينون على مادة البيبريدين التي تنتمي لمجموعة مضادات الكولين (anticholinergic)، وتقلل من شدة تيبس العضلات، والرعشة، وعدم القدرة على التحكم في العضلات نتيجة الإصابة بمرض شلل الرعاش، ولم أخبر الطبيب عن تاريخي مع المخدرات، فلم يتردد الطبيب في وصف اكتينون أقراص لي بجرعة محددة يومياً، فماذا حدث؟.
تجربتي مع اكتينون
ظللت أعاني منذ فترة برعشة في يدي من حين إلى آخر منعتني من ممارسة أبسط الأنشطة التي كنت أمارسها يومياً دون مجهود يُذكر، ولكن ازدادت تلك الرعشة يوماً بعد يوم حتى فقدت السيطرة عليها، وبعد التشخيص الدقيق لحالتي المرضية وصف لي الطبيب اكتينون اقراص الذي أعاد لي شعور النشوة والسعادة الذي افتقدته منذ فترة، لذلك إذا كنت تتساءل هل اكتينون يسبب الإدمان، فأتمنى أن تكون قد عرفت الإجابة من خلال تجربتي مع اكتينون ومدى قساوتها على نفسي.
بناء التسامح والاتجاه لزيادة جرعة اكتينون
لم أهتم كثيراً إذا كان اكتينون علاجاً فعالاً أم لا، فكل ما كنت أفكر فيه هو الاستمتاع بالشعور الذي يعطيني إياه، ولكن تسامح الدواء مع جسدي فلم يعد يُعطي التأثير اللازم الذي اعتدت عليه، فاضطررت زيادة الجرعة للحصول على التأثير المرغوب متجاهلاً توصيات الطبيب المعالج وجرعاته والآثار الجانبية التي حذرني منها حتى ظهرت أعراض الإدمان واحدة تلو الأخرى.
تجربتي مع اكتينون والجرعة الزيادة
يبدأ المدمن في تجاهل الجرعة التي حددها الطبيب ويلجأ لجرعات كبيرة من اكتينون لتحقيق الشعور المطلوب للمدمن، فيقع في محظور الجرعة الزائدة من اكتينون والتي تحدث عند وصول الجرعة الزائدة إلى 760 مجم لكل كيلوجرام، وتسبب بعض الأعراض الخطيرة ومنها:
- جفاف البشرة.
- اتساع حدقة العين.
- احمرار الوجه.
- تقل إفرازات الفم والبلعوم والأنف والشعب الهوائية.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- القلق، والهلاوس السمعية والبصرية.
- رائحة نفس كريهة.
- سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- الاحتباس البولي.
- انخفاض صوت الأمعاء (decreased bowel sounds).
- الهذيان، والضلالات.
- التشتت الذهني.
- الهياج، وزيادة النشاط.
- جنون العظمة.
- المعاناة من نوبات الصرع.
- فقدان الذاكرة.
صراعي مع إدمان اكتينون وعلاجه
رفضت الاستسلام لحفرة الإدمان التي وقعت فيها سابقاً وعزمت على طلب المساعدة في العلاج للخروج من تجربتي مع اكتينون بسلام، ولم أتردد في الذهاب إلى مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان الذي يُعد من أفضل المراكز الطبية في مصر لعلاج الادمان تحت إشراف طاقم طبي متمكن للتعامل مع مثل هذه الحالات في سرية تامة للحفاظ على سمعة المريض وأهله باستخدام أحدث الأجهزة الطبية والعلاجية.
بدأت أولى خطواتي في علاج إدمان الاكتينون من خلال عملية طرد السموم من الجسم والتحكم في الأعراض الانسحابية وشدتها من خلال استخدام بعض الأدوية التي حددها الطبيب المشرف على حالتي المرضية.
ولم أتردد في حضور الجلسات النفسية الفردية مع الطبيب النفسي أو الجلسات الجماعية للحصول على الدعم النفسي من الذين يواجهون نفس مشكلتي، بالإضافة إلى اتباع الطبيب في مثل هذه الحالات عدة تقنيات علاجية مثل:
- يساعد العلاج السلوكي المعرفي لتغيير طريقة تفكير المدمن التي أوقعته في بؤرة الإدمان.
- الجلسات النفسية الأسرية لتقوية الداعم الأسري ومساعدة المدمن على الخروج من هذه المشكلة والعودة إلى حياته الطبيعية من جديد.
- تساعد الجلسات النفسية التحفيزية لدعم المدمن وتشجيعه على العلاج وزيادة رغبته في التغيير.
أعراض انسحاب اكتينون
عانيت من شدة الأعراض الانسحابية في تجربتي مع اكتينون، ومن أهم هذه الأعراض:
- القلق والتوتر.
- الشعور بعدم الراحة.
- الأرق واضطرابات النوم.
- الاكتئاب والتغيرات المزاجية.
- الرغبة الملحة في الإدمان.
- الهلاوس السمعية والبصرية.
- القيء والغثيان.
- الإسهال.
- التعرق.
ما هي دواعي استعمال اكتينون
يُستخدم اكتينون في علاج العديد من الأمراض وأهمها:
- علاج شلل الرعاش.
- التحكم في الاضطرابات خارج الهرمية .(extrapyramidal disorders) التي تحدث بسبب بعض الأدوية العصبية مثل مشتقات الفينوثيازين (phenothiazine)، والريسيربين (reserpine) دون أن يسبب خلل الحركة المتأخر (tardive dyskinesia).
- تسمم النيكوتين.
- تسمم المبيدات الحشرية (Poisoning caused by organophosphorus pesticides).
آلية عمل اكتينون
تحدث الإصابة بمرض شلل الرعاش بسبب فقدان التوازن بين الإثارة (excitatory) والتي تتحكم فيها مادة الاستيل كولين، والتثبيط (inhibitory) والذي تتحكم فيه مادة الدوبامين، إذ تعتمد مادة بيبريدين في عملها على المناهضة التنافسية (competitive antagonism) مع مادة الأستيل كولين على المستقبلات الكولينية (cholinergic receptors) الموجودة في الجسم المخطط (corpus striatum) لاستعادة التوازن من جديد بين الدوبامين والاستيل كولين.
متى يبدأ مفعول اكتينون
يبدأ البيبريدين العمل بعد 1.6 ساعة عند حقنه بتركيز 5 مجم من خلال الوريد ويصل لأقصى كفاءة له بعد 9.2 دقيقة، بينما يحتاج إلى 31 دقيقة ليعمل عند حقنه في العضل ويصل لأقصى كفاءة له بعد 50 دقيقة.
جرعة اكتينون
اهتم الطبيب في تجربتي مع اكتينون اهتماماً شديداً بجرعته بسبب خواصه التخديرية، إذ أوصى الطبيب المعالج بتناول قرص تركيز 2mg مرة واحدة أو 3 مرات يومياً لعلاج الأعراض خارج الهرمية، ويبدأ الطبيب بجرعة قرص تركيز 2mg ثلاث أو أربع مرات يومياً لعلاج شلل الرعاش، ويحدد الطبيب الجرعة حسب الحالة المرضية.
الآثار الجانبية في تجربتي مع اكتينون
قد يسبب اكتينون بعض الأعراض الجانبية الخطيرة التي تحتاج للذهاب إلى المستشفى مثل:
- التعرق البارد.
- القلق.
- ألم في الصدر.
- التغيرات المزاجية.
- قلة كمية البول وعدد مرات التبول.
- الألم أثناء التبول.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- قصور في التنفس.
- فرط التنفس.
وقد تسبب بعض الأعراض الجانبية الشائعة والتي تشمل:
- تشوش الرؤية.
- جفاف الفم.
- حركات لاإرادية.
- الشعور بالنشوة.
التداخلات الدوائية
يقل معدل الأيض للمواد الآتية عند استخدامها مع البيبريدين:
- الأسيبوتول (Acebutolol).
- الباراسيتامول.
- الألموتريبتان (Almotriptan).
- الألوجليبتين (Alogliptin).
وتزداد شدة الأعراض الجانبية عند استخدام بيبريدين مع:
- الأكليدينيوم (Aclidinium).
- الفنتانيل (Alfentanil).
- أمانتادين (Amantadine).
وتقل فعالية وكفاءة بيبريدين عند استخدامه مع الأمبينونيوم (Ambenonium)، وتقل فعالية الألوين (Alloin) عند استخدامه مع البيبريدين، وقد يسبب بيبريدين الدوار لذلك تجنب استخدامه مع شرب الكحوليات بالإضافة لتجنب القيادة.
تجربتي مع اكتينون وعلاقته بالاكتئاب
بدائل اكتينون
لم يكن الحصول على اكتينون صعباً في تجربتي مع اكتينون فالبدائل جميعها متاحة والتي تتوفر في سوق الدواء المصري، وتحتوي على نفس المادة الفعالة بنفس التركيز مثل أكين بارك (Akenpark) داخل علبة بها 20 قرصًا، ويوجد في صورة أمبولات بتركيز 5 مجم تحت الإسم التجاري كينوبريد (kinoprid)، وتحتوي العلبة على 5 أمبولات.
اكتينون سعر
لم يتبق لك إلا معرفة السعر في تجربتي مع اكتينون، إذ لا يُعد اكتينون باهظ الثمن، ويتوفر في سوق الدواء المصري تحت الإسم التجاري اكتينون بتركيز 2 مجم، وتحتوي العلبة على 30 قرصاً، ويصل سعرها إلى 31.5 جنيهاً مصرياً.
ما العلاقة بين اكتينون والاكتئاب
أُجريت إحدى التجارب الحديثة على 12 مريضاً بالاكتئاب الحاد لمعرفة تأثير البيبريدين من خلال استخدامه بتركيز 12 مجم يومياً لمدة شهر، في البداية لاحظ العلماء نتائج إيجابية في علاج الاكتئاب، ولكن لسوء الحظ توقفت تلك التجربة بعد 3 أسابيع بسبب إصابة أحد المرضى باضطراب الشخصية الزوراني (paranoid syndrome)، ومعاناة مريض آخر من عدم الراحة.
العلاقة بين اكتينون والنوم
وفي سياق متصل للحديث عن تجربتي مع اكتينون والمعاناة مع الأرق كأحد أهم الأعراض الانسحابية، إذ يُعد العلاج بالمواد المضادة للكولين غير مألوف لعلاج مرض الانفصام، إذ تسبب توقف استخدام مادة البيبريدين إصابة المريض بالأرق الذي لم يختفي إلا بعد إعادة استخدام اكتينون مرة أخرى، مما يدل على حدوث الأرق بسبب هجوم الأستيل كولين من جديد والأعراض الانسحابية للأكتينون.
ما العلاقة بين اكتينون والدوبامين
تعتمد آلية عمل اكتينون على تعطيل عمل المستقبلات الكولينية وذلك للحفاظ على توازن مادة الأستيل كولين التي تنتقل بين الخلايا العصبية، ولكن لا يكتفي البيبريدين بذلك فحسب بل يُعطّل استرداد الدوبامين وتخزينه في الخلايا العصبية في المخ، فيزداد تركيز الدوبامين في الدم.
ختامًا، على الرغم من انتهاء تجربتي مع اكتينون على خير إلا إنها لم تكن بتلك البساطة بل كانت أصعب من المعاناة مع شلل الرعاش الذي لا يوجد له علاج فعّال حتى الآن، وتذكّر أن طريق الإدمان لا رجعة فيه فإذا كنت تعاني من الإدمان مثلي فلا تتردد في طلب المساعدة.
المصادر
